‫الرئيسية‬ مقالات يا حبذا من أنتم يا رسول الله…؟
مقالات - سبتمبر 8, 2024

يا حبذا من أنتم يا رسول الله…؟

✍ الأخ الحافظ محمد والاد

 

يا ربيع كم أنت محظوظ…!

وفيك ولد الحبيب صلى الله عليه وسلم وقد برزت على وجه الأرض زهرة الشهور وفاح طِيبُها الكريم على مستوى العالم وتبسم هلال الربيع من آفاق السماء وقد أنار سراج الفرح والسعادة والبهجة وخمدت فتيلة مصباح الحزن وقلعت قسوة القلوب بشهود الزهرة البيضاء التي ازدهرت من بكة¹ المباركة

وصدور العاشقين تفرح وتطير إلى ذروة سنام الحب والجوى ببروز شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومنذ بزوغ هلال ربيع الأول طفق العالَمون يقعون في غرام المصطفى صلى الله عليه وسلم.

هيا للعاشقين…!

نحن اليوم في أعتاب يوم مولد رحمة للعالمين فالعالَم يجتمعون لتخليد ذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم ويحتفلون مولد النبي صلى الله عليه بإظهار الفرح والسرور في عديد من الأوطان.

أيها العشاق…

فكيف يمكن لنا أن لا نحتفل مولد قرة أعيننا صلى الله عليه وسلم …!؟

لأنه صلى الله عليه وسلم هو اعتمادنا وشفيعنا يوم لا ذو شفاعة بمغن لنا.كما قيل ” لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك ” …!

يا حبيبي صلى الله عليك وسلم, أنتم ملجأنا وأنتم أصل الأصيل لبدء العالم ومن نورك خلق العالم وقد ملأت هذه الأرض من نورك وغشي علينا نورك وجميع جوانبنا تألقت بنورك الجليلة.

فكيف نصف حبيبنا المجتبى صلى الله عليه وسلم…؟

والعبارات تخجل عن حكاية المرتضى صلى الله عليه وسلم بإظهار عجزها كالشعر الذي خطر في بال العاشق:

“من أين أبدأ في الرسول محمد

كل الورى مدحوا بأعظم مولد”

فعندما وصفت صلى الله عليه وسلم الأقلام والقلوب تحِنّ وتإِنّ من أجل العشق فدهشت أقوالنا فهي كلها غير موافق للتعبير عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم.

ما، ما أجمل بحر المودة والمحبة…!

ويحاول المداح والشعراء بمدحهم وشعرهم أن يغوصوا في عمق عميق هذا البحر…!

فهذا هو النبي الذي حوّل أحوال العالم من نمط الحياة الجاهلية الحافلة الظلام والضلال إلى ثقافة إسلامية عظيمة.

يا رسول الله….

ما أجمل أخلاقك…!

كما قالت أمنا الحنونة وزوجتك الزهراء عائشة رضي الله عنها: “كان خلقه قرآن”.

وكل من في العالم من الجن والإنس والحيوانات والجمادات كلهم تشوقون قرب صاحب المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة والسلام وقد اشتهرت قصة جميلة عن أنين جذع النخلة حين فارقه صلى الله عليه وسلم بعد اتخاذ منبر جديد فاحتضنه صلى الله عليه وسلم بنعومة…!

فسلم عليك الأشجار والأحجار فكل مشغول بالصلاة والسلام عليك …

أنتم ملجأ اللاجئين ومأوى العاشقين فحبيبي أَيقُونةُ الإنسانية فهو راحم للحيوان وعادم بالقسوة معه وقائد ناضج وأسوة حسنة وفوق ذلك هو صلى الله عليه وسلم “الإنسان الكامل” كما قال جل وعلا:”لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة “.

من في العالم لم يحرص ويتشوق للوصول إلى روضة أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم …؟!

ما ألذ الأذان لأنه ذكر فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم ألا ترى أن الحمائم تدور وتطوف حول المجتبى صلى الله عليه وسلم …؟

وقد تبسم وجهها وما أبرق عيونها…! وهن حظيت بصيانة الرسول صلى الله عليه وسلم وحِبّه الصديق من الأيادي السوداء إذ هما في الغار…

ما أطيب ريح التي هبت من جهة طيبة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما أناقة طيبة المشرقة…! يا تراب طيبة أنت محظوظة لضيافة قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنت عاصمة العشق والشرف.

هل في العالم مدينة آخر أشرف منكِ وأشرق منك …؟!

يا طيبة المشرفة…كم مادح وكم شاعر أنجبت…؟

كم من أناس يزورونك يوما فيوما لأنه استراح الحبيب صلى الله عليه وسلم في حِجرك ومنك تفجر منابع عيون العشق ومن نسيمك نثرت درر ود المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد فاض إليك فيضان العشق وتَبلَّلتَ بدموع ذرفت من عيون المحبين الذين شغفتهم حبا…!

وفر طور القلق والحزن من حب النبي صلى الله عليه وسلم ومحا حبٌّ لصاحب طيبة حُبَّ غيره صلى الله عليه وسلم…

فها هنا منزل العشاق يلوذون إليه حين يقع عليهم الهم والغم وهم يستضيؤون من نبراس الهدى والتقى كما تسلط الضوء على ذلك قول البوصيري رحمه الله:

“ومنذ ألزمت أفكاري مداءحه

 وجدته لخلاصي خيرملتزم “

ما أجمل السطور…! وإذا لزمنا أفكارك فيشتفي صدورنا… الهجرة الشريفة ملجأ وحيد للعشاق…!

فهل لنا نصيب من كأس وُدّ المصطفى صلى الله عليه وسلم…؟ يا رسول الله… فمتى تضيفنا بالحب…؟ كما ضيفت حسان والصديق وغيرهما رضي الله عنهم.

وقد هِمْنا² في صحراء الغرام عِطاشًا³ وقد حُبِست جميع الخلائق في دائرة جاذبية للمدينة المنورة وتسيطرت عليهم قوة الجاذبية…!

أيتها الروضة الشريفة، ركزت إليك قلوب العاشقين فمتى تَدعِيننا إليك…؟

وافتقدناكِ كثيرا ونحن مشتاقون إليك وانعكس ذلك الخيبة في ضوء شعر الشاعر:

“قد طال شوقي للنبي محمد

فمتى إلى ذاك المقام وصول “

وقد كثر شوقنا لقرة أعيننا صلى الله عليه وسلم وانغمسنا في لجة حب الحبيب صلى الله عليه أدنافا⁴

يا حبذا ما أحلى حبك

من أنتم يا رسول الله…!

 

١. اسم لمكة المكرمة

٢. من هام يهيم

٣. جمع عطشان

٤. جمع دنف

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…