‫الرئيسية‬ مقالات العلم نور الله
مقالات - سبتمبر 12, 2018

العلم نور الله

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الذي بعث معلّما  وعلى آله وصحبه الذين اتّبعوه بإحسان وبعد

       فكل عمل يبنى على العلم والعمل قوامه على العلم . وبهذا ينبغى لكل  مسلم التعلم على وجه الوجوب ليعلم ما يفرض عليه من الشرع. طلب العلم  فريضة على كل مسلم ومسلمة كما بين الإمام برهان الدين زرنوجي في تعليم المتعلم في ضوء الحديث.ومن المستحيل، العمل بدون علم’ بل العمل بلا علم  غير مقبول ويظهر فيه عديدة من التقصيرات تبطل هذا العمل. ويمكن لنا أن نرى شعرا يفيد هذا الأمر

                 وكل من بغير علم يعمل *أعماله مردودة لا تقبل

        إنّ العلوّ قائم على العلم قال الله تعالى في قرآنه المجيد 🙁قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) لايستوي العالم والجاهل وبينهما فرق عديد. يمكن لعالم أن يحسن أعماله مع إخلاص ويثاب عليها ما شاء الله ولكن لايمكن لجاهل أن ينال هذا الثواب. وهذا بين في قول الله تعلى

       وطلب كل علم لايجب على كل مسلم بل ينبغي أن يتعلّم علم الحال مثلا أراد تيمما فيعلم مسائل التيمّم شرطا وفرضا. وأفضل العلم علم الحال. وبهذا يتعلّم مسلم علما بحسب حاله فيجد   صحة في أعماله والشيطان يدرسون الجاهلين سهلا إمّا بتقصير عبادته أو إصالة إلى المعصية. ولكن لا يمكن للشيطان أن يضلّ العالمين وإذا أصابتهم مصيبة يجتازونها بنورالله. فيخسر الشيطان كما قيل في الشعر.

          فإن فقيها واحدا متورعا * أشد على الشيطان من ألف عابد

       يعسر على الشيطان أن يضل العالم الصالح من أن يضلّ ألف عابد جاهل فللعالم أن يتجاوز عن شرور الشيطان بل العابد الجاهل ما زال الشيطان مفسدا في عبادته. لايمكن لعابد أن يجبر تقصيراته لعدم العلم.

       إنّ الإنسان له قرين من الجنّ وقرين من الملائكة ويسخّر الشيطان في قلبه خواطرة سيئة هي وسوسة وقد يسخّر الملك في قلبه خواطرة حسنة هي الإلهام. والشيطان يأتي المسلم فيدعو إلى كفريّة أوّلا وإذا لم يقبلها ويدعو إلى البدعة وإذا لم يقبلها فيدعو إلى الفسق وإذا لم يقبله فيحث على فعل مباح كثيرا ليقل ثوابه عند الله. الإنسان يقع في ورطة الشيطان ويختار فخر الدنيا غافلا عن خيفة الله. ولكن لا يختاره عالم لخيفة الله كما قال الله في قرآنه المجيد ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) والعالم يحفظ عن معصية لرضي الله. وعلمه يجده إلى الخير و يمنعه عن الشر.

       العلم فنون ومنه علم الطبّ. قال الشافعى رحمه الله: العلم علمان علم الفقه للأديان وعلم الطب للأبدان وينبغي لنا أن نتعلّم علم الطب فإذا أصاب أحدا مرض قد تداوى والنبي (ص) تدا وى. إنّ الله مسبب الأسباب فالدواء سبب لشفاء وبهذا يشفى إن شاء. وعلم النّجوم وحكمه حرام بهرب عن قضاء الله تعلى وقدره غير ممكن بل يجوز تعلّم علم النّجوم لمعرفة قبلة وأوقات  الصلاة. ومنها علم الفقه وعلم المنطق وعلم الكلام و علم البلاغة وما إلى ذلك.

       إنّ العلم نور الله. لا يعطى للمذنب وسببه أنّ المعصية يسودّ القلب ونور الله لا يدخل في قلب السواد وبهذا لا يدخل  العلم في قلب سواد. شكى الإمام الشافعي إلى وكيع بسوء الحفظ وأوصى له بترك المعاصي

وقال العلم نور الله حقا * ونور الله لا يعطى للعاصي

وينبغي للمتعلم أن يترك ذنوبا ومعصية تاما فنور الله يملأ في قلبه. وفقنا الله لذلك.

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…