‫الرئيسية‬ أخبار الساعة فاعتبروا يا أولي الألباب
أخبار الساعة - مقالات - مارس 30, 2020

فاعتبروا يا أولي الألباب

الأخ محمد هشام إدكرا

إن في تعاقب الليالي والأيام لعبرة … وفي انقضاء الأعوام و الأعمار لعظة و ذكرة… فهذه الأيام و الليالي قد شهدت لكارثة عظيمة و مصيبة جسيمة و قد أحاطت بجل من الآفاق بل كلها، رغم ما أن الدول العالمية استقلت بأكبر نصيب في مجال التقديم و الترقي ، فأصبحت ظرائف العالم مختلطة بالرعب و الهلع حيث أنها ظلت مستثرية في كل أوب و صوب، العالم يسميها بمرض الفيروس التاجي-19 (covid-19)
فها نظرة للناظرين… فأول ما أصابت بها دولة الصين و لم يلبث أن تنتشر إلى أنحاء العالم إلا وقت يسير، كأنها نار ألقي في الهشيم حتى انتشرت في إيطاليا و إسبانيا و أمريكا و الهند و غيرها من الدول العالمية، حيث قال عمرو بن العاص رضي الله عنه لأهل الشام عند ظهور الطاعون “الوباء كالنار وأنتم وقودها تفرقوا حتى لا تجد ما يشعلها فتنطفئ”
ففي الحقيقة، أن فيروس كورونا قد سقط من أيدينا وقد أعرب الأطباء عن قلقهم بسرعة انتشاره ورفع معدل انتشار المرض والوفيات إلى عدد لم يحصر ليل نهار ، كل يوم بل كل ساعة تسجل إصابات جديدة بفيروس شرقا وغربا ، حتى وصل الإصابات إلى 468،644 ورفع عدد الوفيات إلى 21،191 (على التقرير في 2020-03-28)
وعندما نصرف أنظارنا إلى حوالينا خاصة إلى بلدنا الهند و ولايتنا كيرلا نجد كل مكافحة لفيروس كورونا، فتعلن الإدارة الصحية عن طرقها المختلفة من حجر صحي ذاتي وإغلاق تام مع ترك الاجتماعية لسد الانتشاري الاجتماعي وارتداء القناء وغيرها، فالناس اختاروا العزل في بيوتهم كما ضم المرضى إلى العزل الاجتباري، و في المقابل، لا قلة ولا شفاء لهذا ويزداد يوما فيوما وقد امتلأت المستشفيات و العيادات
فيا عبرة لأولي الألباب.. فطوبى لمن قال إنها محنة وكارثة من الله الجبار بما كثرت الطغيان و الكفران، فإن الإنسان نسوا الله المنعم في زخارف الدنيا و خضرها لأنها هي المتاع الرخيص و البضاعة الدنية فلا يغتر بها أحد، حيث قال تعالى في محكم تنزيله “فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ” (الأنعام\44)
فمما يهتم بالذكر، أن أهل الدنيا أسرفوا في أموالهم و أنفسهم و طغوا في طعامهم و لباسهم و بنائهم ، رجعوا مدبرين عن الفقراء الذين لم يجدوا كسرة خبز ليشبعوا، و خرقة ثوب ليستروا، و قطعة سقف ليسكنوا، على الرغم من أنهم تجاوزوا الحد الأقصى في تضييع المال واللباس والطعام و القصور، مع أن أسلافنا لا يأكلون طعلما للتنعم و التمتع ، ولا يلبسون ثيابا للجمال و الزينة، ولكن لسد الجوع و ستر العورة ودفع الحر و البرد فأنزل الله البلاء والوباء، فأين المفر إلا إليه ؟…
فيا ليت شعري… يتوب أهل الدنيا إلى الله الغفار من الطغيان و الكفران بترك المنكرات و فعل الخيرات، هذا هو العلاج الصحيح لرفع البلاء وشفاء الداء، كما قال الإمام ابن القيم ” من أعظم علاجات المرض فعل الخيرات والإحسان والذكر والدعاء والتضرع والابتهال إلى الله، و التوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعة ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه (زاد المعاد 132\4) ، فحق التوبة الاجتناب من المعاصي والشهوات والعزم بترك المنكرات والرجوع إلى الله بالندامة والبكاء لأن التوبة لا فائدة بها إذا لم يبتعد عن المعاصي والسيئات
يا الله… إنا نستغفرك ونتوب إليك، لا منجأ ولا ملجأ إلا إليك، وبك العياذ من الفتن والطاعون و الهم وهجوم الوباء و موت الفجأة و سوء القضاء، يا حي ياقيوم…

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…