‫الرئيسية‬ مقالات والذين آمنوا أشد حبا لله
مقالات - سبتمبر 11, 2018

والذين آمنوا أشد حبا لله

ومن الحقائق الناصعة التي لا تقبل الجدال ان المحبة هي الغاية القصوى من المقامات. والذروة العليا من الدرجات ولها اتصالات راسخة وعلاقات وطيدة وهي حبة تنبت في قلب المؤمن.

          القرآن بمقدار ما يستنهض العقول للفكر يستحث القلوب للحب, وينبه إلى أن إدراك العقول للحق لا يعنى عن توجه القلوب بالحب إليه, والمحبة لا تحد بحد أوضح منها والتعاريف والحدود لا تزيدها إلا خفاء.

          فما هي الطريقة الكسبية بحيث يتغلب على محبة الإنسان للشهوات والأهواء. أحدها إستنهاض الفكر لربط النعم بالمصدر الذي جاءت منه وهو الله عز وجل. هو الوسيلة الأولى للتوهج القلب بوقود المحبة. كما قال تعالى :(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوحا ). إذا جلست إلى مائدة في الطعام. اذكر إن كل ألوان الشهية التي أمامك إن هي إلا ما أمطرت وأنبتت لسخرها الله لك لحوما وأليانا فهل غير الله سخر لك ذلك؟ . واذكر إذا وقفت أمام المغسلة والحمامة أن هذه المادة العجيب التي نسميها الماء إنما متعك الله بها.

          إن مما لا ريب فيه أن كل من أخذ نفسه بهذه المراقبة في ربط النعم بالمنعم المتفضل لا بد من أن يتحول قلبه إلى محبة الله. وثانيها الإبتعاد أكل الكرام لأن أثره يتجلى في زج القلب في نوع من القسوة. كلما تطاول أمد التعامل مع الحرام في حياة الإنسان ازدادت القسوة التي يسميها البيان الإلهي في القرآن (ران) ان استمر على ذلك يفقد نعمة الإيمان ونوره من الله حتى يموت معرضا عنه, وناسيا لذكره تعالى. وثالثها فهو مجالسة الصالحين والإبتعاد مجالس الفاسقين ومجالس التي تظهر فيها المنكرات. المراد بالصالحين العلماء العاملون بعلومهم زهدوا بأموال الدنيا ومناصبها قيدوا أنفسهم بالورع وفتحوا للناس أبواب اليسر من الأحكام. لهم مع الله ساعات من الخلوات بل اذكار ونوافل الطاعات, ولهم في الأسخار نصيب جدا لا يقطع من التضرع والإنكسار والإستغفار كقول تعالى ( وبالأسحارهم يسيغفرون) فإن علمه بشرع الله سبحانه وتعالى يورثك الهداية. والعمل مع الورع والدوام يزيدك إستئناسا بالله ووحشة من متاع الدنيا.

          الا وإن الوصول إلى مرضات الله سبحانه وتعالى لا يكون إلا بمصباح العلم. ثم إن العلم هو الذي يهدي إلى العمل المقبول والعمل المنضبط بهداية العلم هو يورث الخشية والحب

                                   الأسباب المورثة للمحبة

* قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيها

* التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض

* إنكسار القلب بين يديه تعالى تذللا وتواضعا

* المباعدة كلها سبب يحول بين القلب وبين الله تعالى

          إن الإنسان لا يكون كاملا إلا بالتجلى بمحاسن الأخلاق. ومن أهمها الحب لله تعالى لقوله ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) وفقنا الله لذلك.    

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…