‫الرئيسية‬ مقالات ظهور الإسلام في كيرالا
مقالات - يونيو 15, 2024

ظهور الإسلام في كيرالا

ولاية كيرالا هي ولاية صغيرة في الطرف الجنوبي من الهند وللمسلمين مكانة بارزة بين سكان ولاية كيرالا وعلى الرغم من أن ولاية كيرالا الموحدة، ولدت في عام 1965 م إلا أن المسلمين كانوا قوة حاسمة في مناطق مليبار وتروكوشي وتروتانكور. وفي هذه الآونة الإسلام هو ثاني أكبر دين مع أكبر عدد من الأتباع في ولاية كيرالا. ووفقا لتعداد عام 2011م فان 26.6% من سكان ولاية كيرلا هم المسلمون فهذه المقالة بحث عن تاريخ ظهور الإسلام في هذه الولاية.

يعتقد أن العلاقات التجارية بين ولاية كيرالا والجزيرة العربية تعود إلى آلاف من السنين وقبل ذلك كان التجار الرومية والمصرية استمرت علاقاتهم التجارية مع هذه الولاية حتى بعد المسيح عيسى عليه السلام لكن توقفت هذه الرحلة إلى كيرالا بسبب الحرب في الإسكندرية فاستغل العرب هذه الفرصة لتقرير هذه العلاقة بالسواحل المليبارية . وكان المسلمون الأوائل الذين وصلوا إلى شواطئ كيرالا هم التجار والدعاة وكان هدفهم الوحيد هو تقديم دين الإسلام الخالص لهؤلاء الناس فالعرب الذين جاءوا للتجارة عرّفوا لإخوانهم الهندوسيين بالدين الذي يؤمنون به ويمارسونه ويعيشونه كأمثلة نقية للقيم التي يعليها ذلك الدين وهذا التغير هو أحد الأسباب التاريخية وراء انتشار الإسلام.
إن العلاقات الودية التي أقامها العرب مع ساحل كيرالا حتى قبل ظهور الإسلام كانت مفيدة جدا لنشر الإسلام ربما تكون المجموعة التي كانت لها علاقة تجارية قد تحدثت لاحقا إلى السكان الأصليين الذين تداولوا معهم حول دينهم المعتمد وإلا فلا بد أن السكان قد أصبحوا على دراية بدين وطريقة حياة العرب من خلال ارتباطهم وبالإضافة إلى ذلك سمح الحكام المحليون أيضا للعربين الذين جاءوا تجارا ودعاة بالتبشير بالإسلام.
ونتيجة لازدهار التجارة البحرية ظهرت أيضا ثقافة جديدة على ساحل مليبار في ولاية كيرالا نشأ وضع فريد بين الهندوس في مجتمع كيرالا والتجار المسلمين في شبه الجزيرة العربية للتعرف على بعضهم البعض وتفاعل المشاركة
في الهدايا وذلك مما أرسل الأساس لنمو الإسلام لاحقا ورغم أن هذه المصلحة التجارية كانت السبب الجذري للتعايش بين الهندوس والمسلمين إلا أن نِتاجها الثانوي كان وجود الإسلام على ساحل كيرالا.

التعايش السلمي

التعايش السلمي والتسامح الديني الذي يسميه أم.جي.أس.ناراينان (mgs Narayanan)
المترابطة الاشتراكية التي تشكلت في الفترة المبكرة هي الذي ساهمت في نمو الإسلام في وقت لاحق وكان التعايش السلمي ضروري لكي تسير التجارة بين مجموعتين بسلاسة. احتاج المجتمع الإسلامي المبكر إلى السفن للسفر البحري وكان النجارون الهندوس يصنعون السفن للمسلمين .وكان هؤلاء النجارون الهندوس هم الذين بنوا مساجد المسلمين في ذلك الوقت وهذا هو التشابه في بناء المعابد الهندوسية و مساجد المسلمين والحقيقة هي أن الجو السلمي الذي خلقه هذا التعايش الودي والمترابطة مهّد الطريقة لنمو صامت للإسلام. لم يتحول السكان الأصليون إلى الإسلام فجأة بل اعتنقوا الإسلام تدريجيا كان هناك وضع اجتماعي حيث يمكن الناس رؤية الإسلام والتعرف عليه ومسه وكانت حياة الدعات الإسلاميّين أمامهم كتابا مفتوحا.

إسلام ملك تشيرامان بيرومال

يعتقد أنه الملك تشيرامان برومال هو أول من اعتنق بالإسلام في ولاية كيرالا وكان إسلامه خلق عقلية إيجابية تجاه الإسلام في المجتمع اللاحق. كان الحدث الذي أثّر بشكل كبير على نمو الإسلام في كيرالا هو اعتناق تشيرامان برومال ملك كودوغلور، ورحلته إلى مكة للقاء النبي (ص) وقد ورد ذكر هذه الحادثة في معظم كتب التاريخ الهندي الإسلامي وقد أشار إلى هذه الشيخ زين الدين المخدوم الثاني عالم القرن الخامس عشر في كتابه ”تحفة المجاهدين“. ولكن هناك اختلاف في الرأي فيما يتعلقه بالفترة التي عاش فيها تشيرمان بيرومال ومتى حدث اعتناقه بالإسلام .
أخبرت مجموعة من العرب الذين نزلوا في كودونغالور عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الملك الذي شهد انشقاق القمر وكانوا ذاهبين في رحلة إلى جبل آدم في سيلان ونزلوا في “مادايا” في كودونغالور في الطريق، يقول التاريخ إنّ تشيرامان الذي سمع بالحادثة اعتنق بالإسلام وذهب إلى مكة ومات في الطريق فلا شك أن هذه الحادثة ساهمت في تشريع انتشار الاسلام في ولاية كيرالا وقفا لعلماء التاريخ مثل أم.جي.أس ناراينان، عاش تشيرامان بيرومال في القرن الثاني عشر ووفقا لإرشادات هذا الحاكم الذي أسلم لأول مرة قدم السكان المحليون جميع أنواع التسهيلات للمجموعة الأولى التي جاءت إلى كيرالا للدعوة الإسلامية .

موقف التسامح للحكام الهندوس كان الاتجاه المفيد للغاية لانتشار الإسلام في كيرالا ووصف عديد في المؤرخين الإنجليزيين كوزكود ساموتري بأنّه الملك المغاربي ملك المسلمين مع أنه كان في الواقع حاكما للهنود السامودريين وسائر طوائف الدينية الأخرى إلا أنه تميّز في التاريخ بالاسم الخاص بملك المسلمين بسبب موقف تسامح تجاههم. اعتبر ملك سامودري المسلمين رعاياه المخلصين وعينهم لجمع الرسوم وحماية مدينة كالكوت الساحلية. وفي ذلك الوقت كانت الهندوس ممنوعين من السفر عن طريق البحر فاحيتج إلى الذين يمكنهم السفر لأغراض تجارية وكان حل الساموتري لذلك هو أن يصبح الهندوس المسلمين.
كونجالي ماراكار الذي كرمته الهند المستقلة كأول قائد بحري في الهند هو من الشخصيات التاريخية التي خاضت صراعا ضد البرتغاليين مع ساموتري ومات موتا بطوليا في قتالهم. يشير كل هذا إلى التقليد التارخيي للمسلمين الأصليين والأجانب والسكان الأصليين الذين يعيشون جنبا إلى جنب عبر التاريخ بعد ظهور الإسلام إلا أن البرتغاليين تأمروا ضد كنجالي لتكوين العداء بين كنجالي وساموتري وسرعان ما جفّت بذور الكراهية والشك التي زرعها البرتغاليون .
كانت هناك حالة حيث قامت الطبقات العليا الهندوسية بإهانة وقمع الطبقات السفلى وقد دفع هذا الوضع الاجتماعي العديد من الأشخاص الذين في الطبقات الدنيا إلى الاعتناق بالإسلام وإثر أعمال الشعب التي قام بها الفلاحون اعتنق العديد من المستأجرين بالإسلام .

إن أكثر المساهمات الجديرة بالثناء في نشر الإسلام في كيرالا كان بالدعاة الصوفيين المتفانين وكان من أكبرهم الشيخ زين الدين المخدوم ابن علي المليباري رحمه الله (928-873 هـ)الذي عاش في القرن التاسع الهجري وكذلك السيد علوي المنفرمي رحمة الله عليه كان داعيا عاش في القرن الثامن عشر وكان السيد علوي رحمه الله زعيما دينيا ومصلحا اجتماعيا وشخصيته كان لها تأثير كبير على الهندوس والطبقات الدنيا من الهندوس بسبب شخصيته وصفاته السامية واعتنق العديد من الأشخاص بالإسلام باجتذاب عيش هؤلاء المخلصين الصافي النقي وانتشر الإسلام في برّ كيرالا مع التسامح والتعايش إلى زماننا هذا …..

✍يوسف الفيضي أدكزيور

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…