‫الرئيسية‬ أخبار الساعة إيّاكم والأوقات السديدة
أخبار الساعة - مقالات - أبريل 8, 2020

إيّاكم والأوقات السديدة

الأخ ألفاز جركلم

الحمد للّه الذي منه الخير كلّه وبه الفضل كلّه وإليه الشرف كلّه والصلاة والسلام على نبيّه لا نبيّ بعده وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أمّا بعد

قد فضّل الله جلّ جلاله وعلا ثناؤه بعضا على بعض وشهرا على شهر ويوما على يوم كما ظهر كظهور الشمس عند رابعة النهار أنّ لشعبان لعظيما ومرتبة عليا على سائر الشهور لما فيه أحاديث تدلّ على مزيّته الميمونة وأموره الحميدة فهذا شهر مطهّر من قبل رمضان المكفّر من السيّئات أدقّها وأجلّها وإنّا كلّما نطلق نظرنا إلى فوائده المهمّة فنتعجّب بلا شكّ ولا ريب رأيا كيف اهتمّ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم والسلف الصالحون ونحزن لتمضي منه أيّام ونحن المتغافلون عنه ونشتاق لطويله رجاء لنزيّنه بصالح الأعمال…

فضائل شعبان

لقد بدى في فضيلته وفضيلة ليلة البرائة من الاختلاف عديد شتّى أنحاء العالم بعدما أُحدثت المحدثات بأيادي أهل البدع والضلالة الفاحشة المتفحّشة رغم أنّ بيننا دلائل واضحة وبيّنات صريحة فعلينا أن ننبأ على غاية المحاولة العالم الأشياء كما وردت ووقعت
فما أجدر بالذكر أنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم فيه تعظيما له وتعليما للأمّة أكثر ممّا يصوم من غيره كما ورد عنه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه “قال:قلت: يا رسول الله لَمْ أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين وأحبّ أن يرفع عملي وأنا صائم” حسن رواه أبو داود (٢١٠٥) والنسائي (٢٣٥٧) وأحمد (٥/ ٢٠١) فترفع فيه الأعمال إلى الله عزّ وجلّ
وصحّح ذلك أيضا ابن حجر الهيتمي رحمه الله “كان صيامه في شعبان تطوّعا أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان”
وعندما نفتّش أوراق التاريخ التي سجّلت بخطوط الذهب يُتقِن اعتقادَنا واعتمادَنا على أئمّتنا وعلمائنا أنّ السلف والخلف كلّهم شدّوا إزارهم وعمامتهم وتبتّلوا للعبادة بالإخلاص الساذج وأحسنوا أمانتهم ووعدهم باللّه في شعبان استعدادا لشهر رمضان ومن بينهم أبو بكر البلخي رحمة الله عليه القائل “شهر رجب شهر الزرع وشهر شعبان شهر سقي الزرع وشهر رمضان شهر حصاد الزرع” [المصدر السابق (٢/ ٣٠٣)] فكيف تخلو أيّامنا فيه بلا عمل ولا طاعة..؟

ليلة البرائة

فيها آراء مختلفة تُبعد العامّ عن الحقيقة لأنّها ابن المعارضة لأهل البدعة ليس مقصدهم إرائة الطريق الاستواء للأنام بل الإبعاد عن الحقّ والجنّة واجتلاب الأمّة إلى النّار حيث تولّدوا من الوهابيّين ومن المناسبة بالبيان أنّ الناس يجدون الصدق صدقا ويجتنبون الباطل باطلا إذا علموا حديث الصادق المصدوق عليه من الصلوات والتسليمات دائما أعلاهما “يطّلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلّا لمشرك أو مشاحن”
فمن أحيى الليلة بالعبادة إيمانا واحتسابا واستغفر الله من الذنوب فله الرجاء في الحديث هذا وبالإضافة إلى ذلك من قرأ فيها سورة يٰس ثلاث مرّات واحدا لبركة العمر وثانيا لتوسعة الرزق مع البركة وثالثا لأن يكتب من السعداء بلا كلام أجنبيّ أثناءها ودعا ربّه العليّ فلعلّه يفوز فوزا عظيما ويروح قلبه راحة جسيمة كما في كتاب الأمّ للإمام الشافعيّ رضوان الله عليه “أنّ الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأوّل ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان” والأحسن ذكرا الصوم يسنّ في يومها استحسانا قول العلماء النبلاء
فممّا لا يسع أحدا إنكاره أنّ شعبان هُيّأ للأمّة المحمّديّة لأن تكون تائبة إلى الله وراجية في بركاته ونعمه فعلينا أن نتحلّى فيه بصالح الأعمال ونجيء ببابه مفتقرين في لطفه…

وفّقنا الله المنّان توفيقا واسعا لخدمة دينه ولصالح الأعمال ليل نهار وثبّتنا تحت مشايخنا السادة وأئمّتنا القادة حتّى يأتينا اليقين وجمعنا في جنّته النعيم…

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…