في قبض فايروس كورونا

الأخ ألفاز جركلم

قد انحطّ بنا قضاء الله عزّ وجلّ… فقد انشدّ حالنا وحال بلادنا…وفايروس كورونا يخوّفنا خوفا عميقا والأوطان والبلدان في حيرة لم يجد الناس العصمة منها وعالَم العلم قد اهتزّ أمامه وتمّ جهدُهم آناء الليل وأطراف النهار ولم يظفروا بالسعادة بالدواء حتّى الآن…

فممّا لا يحتاج إلى بيان تفصيل أنّ فايروس كورونا قد أكلَنا سرعة من شتّى أنحاء الأرض وتراكمت جثّة الناس في المستشفيات شرقا وغربا رغم أنّ الأطبّاء والممرّضات بذلوا قصارى جهدهم ليل نهار..! وإن كان معدنه الصين قد فشى إلى أرجاء عديدة وأطلق التلف والطغيان والخيفة إلى الناس سواء كانوا سكّان البلد الماليّ أم لا وسكّان البلد الأعلى تقنية أو لا

وما أجدر بالذكر عندما نحسب المرضى والموتى تقطر عيوننا قطرا قطرا وتزلزل قلوبنا زلزالا…وبالإضافة أنّ المسئوليّين والموظّفين أعلنوا عدم إمكانهم وأعربوا عن قلقهم حيثما يكثر المرض فوجا فوجا والموت آنفا بعدُ وأنّ أوربا وأمريكا وآسيا قد طووا بِساط الجهد والتوقّع حزنا حينما غلبوا…

والأكثر حزنا والأعمق قلقا أنّه قد تغيّرت أحوال الأرض وضاق العيش فيها مع ما رحبت حتّى عاد الأنام إلى بيوتهم كما تعود الجيوش الخائفون إلى البروج المشيّدة عندما تشتدّ الغزوة وقد أُلغيت الاحتفالات المختلفة والتجارات المتنوّعة و عدّة من تسهيلات السفر خاصّة سفر الطائرة داخل البلد وخارجه وسفر القطار داخل الولاية وخارجها وسفر السفينة وسفر بالشوارع أيضا…فقد حُبس كلّ المجال والرصيف…فما أشدّ البلاء هذا..!

ثمّ… في المقابل هل نمكن أن نفكّر تعطيل الجمعة والجماعة في المساجد لحظة قليلة ؟ وهل نحبّ أن نسمع “صلّوا في بيوتكم”بدلا عن حيّعلين في الآذان ؟ لا ليس البتة… نعم هذا ما يقع بيننا الآن- لا تقع الجماعة والجمعة في جزيرة العرب إلاّ في الحرمين الشريفين… سبحان الله…كيف نصبر ..؟ وكيف نحلم..؟

ها..! من المناسبة بالبيان هذا وقت للتأمّل والتدبّر… كلّما نفتخر ونعجب تحت السماء معرضين عن الربّ الأعلى آخذين رزقه كلّه لم نذكر عن قدرة الله المنّان شيئا ما…في الحقيقة هذا نذير مبين من غفور رحيم وإذا اتّعظنا منه فَلَنَا الفوز والنجاح وإلاّ فلا… فإليه الأناب بالتوبة والتلاوة والذكر والدعاء فطوبى لمن قام به والخسران لمن أعرض عنه…فتدبّر..! قد غُلّقت أبواب المساجد وأبواب التوبة لم تُغلقْ واعمل صالح الأعمال ليوم ليس فيه عمل ولانصير إلاّ هو الربّ الرفيق الأعلى…

يا ربّ… كن معينا أينما كنّا…وادفع عنّا وعن جميع الناس فيروس كورونا والأمراض كلّها…وامنَحْنا حسن الخاتمة …واجعلنا من المتّقين العابدين…