أخبار الساعة - مقالات - أبريل 21, 2020

هيّا أقبلوا…

الأخ ألفاز جركلم

لك يا ربّ يا منّان الحمد دائما… على نبيّك المصطفى الصلاة والسلام ولاء… وعلى آله وصحبه أجمعين.

ها هو ذا وقت يطهّرنا وشهر يجمّلنا ويزيّننا بباب بيوتنا… ضيف من الرحمن عزّ وجلّ يراقب به العباد أهُمْ يتّخذون الاستضافة أحسن شاملا على حدوده وأموره أم لا… من الجدير بالذكر أنّه قد منّ الله علينا برمضان الذي كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه رضي الله عنهم يودّون على طواله مدّة لا تعدّ ولا تحصى تعظيما له ولحصاد الزرع ولاكتساب الربح الغالي رغم أنّهم يجدون أكثر غمّا وهمّا منّا لانعدام الطعام الوافي ولشدّة الحرارة الحمولة المضرّة…وكيف لا..؟ هم الذين اشتروا العاجل للآجل وقتلوا نفوسهم وأحيوا أرواحهم فتنوّرت وفاح الطيب والمسك منها وما زالا يهبّان من مسقط رؤوسهم إلى أرجاء بلاد شرقا وغربا…

ثمّ…رمضان شهر القرآن وقيام الليل وشهر فرض فيه الصيام على أمّة حبيبنا صلّى الله عليه وسلّم تنزل فيه الرحمة فوجا فوجا ويفشو فيه الربيع على مستوى العالم تطمئنّ به قلوب المؤمنين وفرصة ذهبيّة يأخذ الحارث بها النجاة والفلاح إذا اهتمّ بها… ويخسر بها الكسلان إذا أعرض عنها ورخصة يسيرة بل عظيمة مهما يبذل المؤمن قصارى جهوده وإلّا والعياذ باللّه فشقوة ضالّة مضلّة…

انطلاقا من نقطة الأحاديث الهامّة وردت إشعار فضيلة رمضان فلا فراغ لنا من العبادة والاستكانة والتضرّع خفية وعلانية حين نرى حديث الصادق المصدوق من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه (رواه البخاريّ ومسلم) علاوة على ذلك إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنّة وغلّقت أبواب النار وصفّدت الشياطين (رواه مسلم)

فمن المعلوم الواضح كالشمس عند استوائها لقد هُيّأ للأنام العمّال ليل نهار وأنّه أهمّ المهمّات على العاشقين والمشتاقين لقاء الله عزّ وجلّ أن يقطفوا أزهارا باسقة فيه وتجاوزوا عقبات متواصلة عليهم بأعلى همّتهم وأزكى فطرتهم ويفوزوا بالتوبة السامية فأبواب التوبة قد فتحت كما أنّ الجنّة تُهنّؤنا مع افتتاح مدخلها فلا حظّ للشكّ والتردّد لمن يئس بكثرة ذنوبه وزلّاته ما دام ربّنا متحلّيا بالغفور والرحيم حينما يقرع بابها ملحنا ويُمطر دموعه قطرات قطرات فوالله إنّه سيلقى على وجهه قريبا قميص البشارة مرضاة عن عصير مغفرة ربّه ناجيا وفائزا برمضان المبارك لأنّ له لبُعدا عن الحديث الشريف ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له (رواه الترمذيّ وصحّحه الألباني.)

نعم…علينا أن نسدّ منافذ الخلل والزلّة آناء ليله وأطراف نهاره دقّة كانت جلّة مخافة أن رمقنا الله كيف نستخدمه ونستعمله وأن لا نجعل من الخاسرين المطرودين إلى النار فبغضة الله تنزل دائما واحدا تلو الآخر في الدنيا والآخرة كلّما يلوث ما بين جنبينا بالمذلّات المذلّة وتغيب منّا بهجة الإسلام والإيمان فكيف نمتدّ يدينا إلى الرحمن مع سيّئات عليها ركبنا..؟ كم من الناس قد لقوا دار البوار حيث غفلوا عنه..؟ وممّا يهتمّ بالذكر أنّه ليس الصيام الإمساك عن الطعام والشربة المحظة ولكن إنّ لكلّ أعضاء الجسد لصوما كما يفهم من قول النبيّ المختار رُبّ صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع (رواه ابن ماجه وصحّحه الألباني) وهذا محمول على من لم يخلص بالنيّة أو لم يترك مع الصيام المعاصي كالكذب وشهادة الزور والنميمة والبهتان وما إلى ذلك…

مشيرا إلى الموضوع يمكن أن نورد أنّه ممّا لا يسع أحدا إنكاره أنّ ليلة القدر تنتظر فيه لاسيّما أواخره العاشرة ولها فضيلة لا تصغّر ولا تنفى مصداقا لقوله جلّ جلاله وعلا ثناؤه ليلة القدر خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم من كلّ أمر سلام هي حتّى مطلع الفجر(سورة القدر) وإذ أتتنا وبيدها باقة ورد أو علبة حلوى فلا يليق بنا أن نتدابرها فالحق فيها أن نتّخذها وسيلة وذريعة إلى الفردوس في دار القرار…

فلا فراغ لمن يريد التقرّب من الله برمضان من أن يصعد على مناهج النسك حسب طاقته تدريجا تدريجا ومن أن يتخيّم للقراءة والأذكار والاعتكاف وسائر الخيرات

ربّما يكون هذا رمضان الآخر في حياتكم… فاغتنموه… فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم فاشتغلوا بتجارة مع الله فإنّه تجارة مع الله محال أن تبور… فلا تزال ألسنتكم تهلّل وتسبّح… ولا تنفكّ قلوبكم تخشع وتزلزل…

وإذا تعبوا بقيام الليل وصيام النهار والتلاوة والذكر والصلاة وبهجر الخطيئات فلا بأس… فالتعب سيطور عنكم وتروحون بأوّل خطوتكم بالجنّة..!

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…