مقالات - أغسطس 12, 2020

لبّ الحبّ

الأخ عبد الباسط أيلمكلم

في كلّ ما يصل إلينا سرّاء أو ضرّاء فيه خير ونعمة من ربّنا العزيز بعضها يبدو كما بدت الشمس عند رابعة النهار وبعضها لم يبد… فنحن سكّان ولاية كيرلا نمرّ بأوقات عصيبة مخيفة بسبب تفشّي فيروس كورونا الذي كانت الأرض متحيّرة أمامه قائلة متى تضع هذه الحرب أوزارها…والّذي يدمّر الولاية بشكل سريع باندراج وهادها ونجادها وبالفيضان تغرق الولاية فيه وأخيرا بتحطّم طائرة ركّاب تابعة لشركة إنديا إكسبرس حيث تجاوزت المدرّج وانشطرت إلى نصفين بعد هبوطه في مطار كالكوت… كارثة تلو كارثة ومأسة إثر مأسة… هواجس على الهواجس… وغسلت الولاية بدموع أهلها… ولكن ممكن أن نرى في كلّ المصيبات فيجا وشرذمة قد خاطا قرطاس الحبّ من اللبّ في التاريخ الذهبيّ.

ها… فقد نجدوا الأفئدة ولهم باقه الورود الممزوجة بالمودّة والمحبّة حيث شدّوا إزارهم وبذلوا قصارى جهودهم في ظلم الليل المظلمة وفي المطر الغزير فانقاذوا الموتى والجرحى من كل الكارثه بسرعة على غايه المحاولة بشكل خاصّ من تحطّم الطائرة الخطير وعلاوة على ذلك ما خطوا خطوة إلى وراءهم خوفا من كورونا… فيا لهم من رجل خبير…

حقيقة… لمّا بذروا النصرة وبسطوها لجميع بلا نظر حسبهم وعنصرهم ولونهم ودينهم كانوا مترادف الوحدة البسيمة… يرجوها الناس في هذه الحقبة النديمة… وما أجدر بالذكر أنّ هذه الشرذمة كلّها هم المستوطنون بجوار هذا المطار بكارفور من ملابرم ترمى عليها بطّلات الإرهاب والتطرف والفاشية وما إليها.

هنا أيضا… ما طوى أهل الفاشية بساطها وزعموا أن الخطر غضبا من ‘راما’ وما أبعد عن الصواب..! وما أقرب من الفشل بالخراب..! وإضافة طربوا ونزهوا على موتى المسلمين وليس في قلوبهم مثقال وخردل من الرحمة واللطف… ومتى يعقل هذا القوم..؟ هل القوم آكلو الرجس الخبيث..؟ هم الراقدون على السفاهة وأبناء الجهّال وما مسّهم العلم والعبرة…

من قبل بعض أيّام شاهدنا قول الولد الصغير اسمه محمّد فائز المتولّدَ من قلب الإخلاص الساذج الإيجابيَّ المعينَ للنجاة عند الأزمة بالشقوة فمن المعلوم بالجليّ أنّ الولاية تجعل تقول وأقرّت أهمّية ذلك القول والقائل الولد الصغير فصار من جهات شتّى بل من كلّ الجهات أن يلعن ويعتب دينه العظيم الشامخ. لماذا..؟ وكيف لا..؟ لأنّ الناس يحسدون وينافرون في نماء الإسلام رغم أنّه شاطئ السلامة وملتقى الحقوق بأسرها… وأطلقوا أقصى جهدا لتصغيره… ومن المناسب بالبيان إذا ما يرجع الآن الحاج وارين كنّت أحمد من لحده إلينا فتكون الخرافات قطعا قطعا بلا محالة.

مشيرا إلى البدء يمكن لنا أن نورد بكلّ صراحة وتأكّد إنّ لِرمِّ ملابرم لمركزا ساميا للإخوة والوحدة فيها والنسيمة فيها تغرّد عنهما والنباتات تفرح في ظلّهما. وهي حسنى نظاما وأسوة حسنة لسائرها لما فيها صفوة الحبّ ولبّه… أحيانا… لولا هذه الشرذمة عند الخطر لزاد العميق وكثر عدد الموتى والجرحى…

حقّا ليست الأديان للتمييز والتفرّق بل لضمٍّ معًا ولنعلم حقوق غير. هذا ما أثبت الإسلام صريحا وعلينا الدعوة الإسلاميّة بإعلام أهميّة الدين وأن نخلص للّه سبحانه وتعالى الدين وأن نسبق كلّ البطلات الواردة المتواصلة علينا باليقين مع التغيّر حوالينا وأن نقوم مع إخواننا مسلمين كانوا أو غيرهم في الكارثات…فعسى الله أن يرحمنا بالفرج والسلامة…

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…