‫الرئيسية‬ مقالات هنيئا لليوبيل الفضي
مقالات - أغسطس 30, 2018

هنيئا لليوبيل الفضي

فها نحن في بداية السنة الدراسية , في درسنا الجاري في المسجد الجامع بآلتوربدي في جوار مدينة ملابرم. قد رحب الدرس العام الجديد الدراسي بكل الحفاوة البالغة وهنأ جميع أبنائه العائدين من إجازة رمضانية بالجلسة الفاخرة التي أشرف عليها سماحة الشيخ السيد محمد مت كوي الجفري حفظه الله فنحن مستحقون ومستجيرون لإهداء الحمد لله الصمد الأحد وإفداء الشكر لله الخالق الفرد لأنه أنعم علينا بالتعلم في هذا الدرس الميمونة والنهج المرموق تحت إشراف الرئاسة أستاذنا الفاضل على وفق إرشاداته الفضلى التي بها تزكية النفوس وترقية القلوب.

            والأكثر فرحا والأعمق سرورا أن درسنا قد اقترب إلى يوبيله الفضي تحت أستاذنا الفاضل بعبور المناهج المعسورة إلى طرق الميسورة ستعقد فعليات متعددة والخطابات الدينية والمحاظرات العلمية والجلسات مع قيادة العلماء العباقر لتنشيط الطلبة وتحفيزهم في مجال التربية والتعليم .

            فمن الحقائق الناصعة التي لا تقبل الجدال أن الدروس بالمساجد لها وسيلة عظمى ويد طولى بلا حدّ وردّ في تنمية الجيل الجديد والنسل الحميد المتمركز على التراث والثقافة رغم ما أنشئ المعاهد العصرية الدينية والمادية فإننا نعلم بضرورة إقامة الدروس كما كانت عليه أسلافنا ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها حيث حث الله عز وجل بقوله العزيز: وما كان المؤمنون لينفروا كافة . فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون(التوبة) و أشار النبي الأمين إلى فضيلة الدروس بالمساجد مع أنه صلى الله عليه وسلم أيضا مدرس في المسجد النبوي لقوله الوجيز : وما اجتمع قوم من بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنذه (مسلم).

            فمما يزيدها عزا وفخرا انه السنة النبوية حيث ألقى العلوم الشرعية وسن هذه الخصلة المباركة بمسجده الشريف. فالصحابة البررة كلهم من تلاميذ هذه الحركة الممدوحة والخصلة المرموقة . حتى صاروا منائر الهدى ومصابيح الدجى. بل نقول بكل صراحة وتأكد إنه لا يكاد يوجد أحد من العلماء المشهورين قديما وحديثا. إلا وله نصيبا من الدراسة في المساجد. هنا تجدر الإشارة بالبشارة إلى أن الصحابة قد ربطوا متاعهم إلى أرجاء العالم وأنحائه تبعا لقول الحبيب (ص) أثناء خطبته التاريخية يوم عرفة “فليبلغ الشاهد الغائب” فبنوا مساجد كثيرة في الآفاق ونشروا فيها العلوم الدينية من الكتاب والسنة فعلى هذا بداية الدروس في ولايتنا كيرالا حين افتتح أول مسجد في كدنغلور تحت رئاسة مالك بن دينار رضي الله عنه وأتباعه.

            فمما إمتازت الدروس به على سائر المعاهد أنه إحياء السنة النبوية وتربية الطلاب على النهج المستقيم وزرع الخوف والمهابة من الله في قلوب المتعلمين وإحياء مساجد الله تعالى والمداومة على الجماعات وملازمة حلق الذكر والصلاة وتدريب الطلاب على التدريس أيام طلبهم والتزام الزي الذي يليق بطلبة العلم وحملة الشرع وإيجاد المودة والأخوة مع المجتمع وما إلى ذلك مما يصلح به الدارسون.

                وعودا إلى البدأ نقول إن الدرس الجاري تحت رئاسة أستاذنا الفاضل قد ارتفع إلى أوج الفخار حيث ارتدى الأستاذ رداء التدريس والقضاء حين ما خرج من أم المدارس الجامعة النورية حاصلا على الدرجة الأولى. ثم تعاقب له طبقات المناقب والتوقيرات حتى قد أتم دراسته خمسا وعشرين سنة أي اليوبيل الفضي.

            فيا عجبا كل العجب! فإننا نرى تلاميذه المهرة يعملون في شتى المجالات العلمية أي بالتدريس والقضاء وغيرها. مع أن جمعا منهم  قد حصلوا على الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة من الجامعة النورية. ومما يهتم بالذكر, أنه يعتني أولا وثانيا وثالثا للعلوم الدينية ورابعا للعلوم المادية كما أنه حصل على الشهادة العليا في العلوم المادية. وأيضا شجع تلاميذه على اللغات المختلفة بحسب طاقتهم.

            ومن الأمر المتأكد الذي لا يتردد فيه أحد أن درس أستاذنا الفاضل قد اهتم على أمور عجيبة من اهتم بها واعتنى بها يفوز بها في حياته قطعا. فمن أهمها الجلسة الأدبية في اللغة العربية والمليبارية. والمجلة المخطوطة في لغة الأم ولغة الضاد. والمكتبة وخزائن الكتب التي تشتمل على مئات والتدرب على الكمبيوتر لأنه ركن ضروري للداعي ودراسة اللغات أي اللغة العربية والأردوية والإنجليزية.

            فمن العجب حقا أن هذا الدرس يتضمن حاليا تسعين ومئة طالب في جميع الأوقات تحت إشراف ثلاثة أساتيذة من خريجي الجامعة النورية يدرس هنا كل فنون مقررة في منهج الدروس بحسب العادة والمتتابعة من التفسير والحديث والفقه وأصولهما والتصوف وعلم الكلام والعلوم العربية هي الصرف والنحو والبلاغة وغيرها والمنطق والتاريخ والهيئة والهندسة والحكمة والمناظرة وما إلى ذلك. رفع الله درسنا إلى أعلى الدرجات

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…