أمّ المدارس ومصباح الدّجى

الأخ ألفاز جركلم

الحمد لله الذي قيّض المدارس منابع الهدى وصيّرها مصباح الدّجى والصلوة والسّلام  على منار الهدى المجيئ معلّما شتى العلوم وعلى آله الكرام العظام وصحبه خزائن الحكم والتابعين  بالدّين القويم أجمعين.

ومن المناسبة بالبيان إنّ ولاية كيرلا لقد ترقت إلى ذروة الخير وأغرّت بجلالتها لأنّ فيها مدارس متنوّعة تزيل الوحشة والظّلمات من القوم وتبدل أنواع  المحاسن منصب السيّئة حيث تنوّرت الولاية بنور الوحدانية وبعلومها ومن المعلوم الظاهر أنّ في كيرالا مدارس كثيرة كبيرة  تحت أحزاب مختلفة وممّا يجب بأن يقال إنّ تحت إشراف جمعية العلماء لعموم كيرالا لمدارس تقوم بمهمّات أحكام وشريعة دين الله القويم بحيث لم تزل دواما على أحكام الدّين والرأي كما في عهد رسول الله ,(ص) وأصحابه العظام (رض) ومنها الجامعة النّوريّة العربيّة بفتكاد المشهورة لها أمورشتّى يجب بيانها لتعرف زينتها وعظمتها بين رؤوس  الخلائق فمن الجدير بالذّكر أنّها قد عدّت أمّ المدارس حيث صُنعت أوّل جامعة في كيرالا.

خلفية الجامعة النّوريّة

إنّ الجماعة النّوريّة العربيّة المشهورة المشرقة خلفية رائعةً لها بديعة خاصة وشكل صبيح. فلمّا كانت في هذه الهيئة النسيمة وظفرت هذا المكان في مسيرتها فلا بدّ لنا من أن نتفكّر ونتأمّل عن خلفيّتها السّاميّة فمن الجدير بالذّكر كانت خلفيّتها المرموقة في أوراق التّاريخ قد سجّلت بخطوط الذّهب ولم يضعف أحد شيئا من إيجابيّاتها العاليّة في هذا العصر الراهن كما كانت إيجابيّاتها العظيمة في أوائلها.

حيثما لم يمكن للمتعلّمين من سائر المدارس أن يتلقوا العلوم من الجامعات البعيدة الخارجة من كيرالا لعدم تسهيلات فيها فاشتدّ الحاجة لتأسيس جامعة في داخل الولاية فاجتمع العلماء العظماء المهرة تأمُّلاً عن الجامعة المنفردة علومًا للدّين اشتدّت فجرموا تأسيس جامعة منشودة في كيرالا نظرًا لدوام علم الوحيِ بلا تغاير في ولايتنا الّتي وصل فيها الدّين الحقيقيّ وعلوم الوحيِ في عهد رسول الله (ص) بأيادي أصحابه الكرام ومنهم مالك بن دينار (رض) الّذي قام بدعوة الإسلام أركان كيرالا.

فما أجدر بالذّكر أنّه الموفّق لحصول الأجر من الله في الدّارين بصدقة المكان لإصناع الجامعة النّوريّة كان ” بافواالحاج ” رحمه الله إضافةً ذالك نستطيع أن نقول بكلّ صراحة وتأكدّ بلاتردّد ولا شك : إن بافو الحاج أعطى ما حاج إلى جامعة مع صدقته الكبيرة وبنيت في المكان الّذي أهداه بافو الحاج بنظام جيّد سنة 1963م وفاقًا على حزم مشايخ جمعيّة العلماء لعموم كيرالا فَفُتحت أبوابها أمام المحتاجين طريق الأولياء بعلوم شتّى.

وكان ابتداء دروس فيها باليد القويم باللسان الفصيح للشيخ محمّد المسليار المشهوربيننا “بقطبي” بعبارات “التّحفة” للشيخ ابن ححر الهيتمي (رض) شرحًا لمنهاج للإمام النّووي )رض) وكان ذلك في المسجد “الرّحمانيّ” قربا من الجامعة ونقل الدّرس بعد افتتاحها إليها ومن تلك المرتبة السّافلة حيث قلّت تسهيلات فيها قد ترقّت إلى فخارها هذا تدريجا فتدريجا وحصلت المرتبة العليا الّتي لا يمكن لأحد له أدنى إلمام في مجدل التعلّم والتّعليم أن يعاند عظمتها الواضحة باتّخاد أدعية العلماء والأولياء والعارفين بالله وكلّما يتخرّج أولادها منها يذيع صيتها في العالم سريعا سريعا كما شُهرَت بخدماتها الكبرى.

عمود الجامعة ومخها

وقد اعترف جميع السّكّان شرقا وغربا أنّ الجامعة ساقها العلماء المهرة الّذين ليس لهم بديل ولا مثيل في ولايتنا كيرالا فهم عمودنا ومخّها لا محالة فيه فإن كانت الجامعة في هذه المرتبة في هذه الأيّام نرى أنّه سالت عروق مشائخنا وطارت عنهم فرشهم فلم يستريحوا في جهدهم فهم الّذين شدّوا إزارهم لرفع نجاةِ وفلاحِ راية الجامعة فصغّروا كلّ عقباتٍ وعراقيل في مسيرتهم وهيّأوا الطّريق النّظيف لها إلى معالٍ بأن يُزيلوا المشقّات بهمّتهم ومنهم الشيخ قطبي محمّد المسليار ورئيس المحقّقين أحمد المسليار “كنّيت” وشمس العلماء الشيخ إي كى أبوبكر المسليار ورئيس العلماء الشيخ محمّد المسليار كالمبادي ومحقّق العلماء الشيخ أى في محمّد المسليار الكمرمبتوري وما إلى ذلك وأحبّوها كما تحبّ المرأة ولدها فلذلك خدموا الدّين والجامعة بحسب طاقتهم فنحن المتأخّرون نجلس في البساط الّذي بسطوه بغاية جهدهم.

حالها المرموق في هذا العصر

وما زال يتغيّر بتغاير العهد والزّمان شامخا حتى أخذت زخرفها وزينتها في مجال وراثة العلم وكلّما كانت صفوفتها منوّرةً  بالعلوم الدّينيّة تزيّنت بلادنا بنور منها كما تنوّرت للادنا بأولادها الخرّيجين بخدماتهم الميمونة لأنّهم أخلصوا فيها حيث أزالت هي والخريجون الرّذائل كلّها والأعمق فرحًا والأكثر طربًا أنّ الخرّيجين أحسنوا خدمةً لهم في أماكن شتّى ومنهم القضاة والمدرّسون والمعلّمون والخطباء والكاتبون وما إلى ذلك.  فيسابقون لرفع دينهم وقد تخرّجت منه سبعة ألاف من العلماء تقريبًا ذي المهارة وإذا أمعنّا النّظر إلى حقل التدريس والخطبة وغيرهما نجد هناك خرّيخًا من الجامعات ونجد أيضا أنّ العميد للجامعات والمدارس والكلّيّات كلّها هو الفيضي الخرّيج من فيضاباد حتّى “العميد لجامعة” دار الهدى التي لها كلّيّات تابعة في داخل ولايتنا وخارجها نحو “ويسدط بنكاض” و”أتّر برديش” وغيرها.

وممّا يزيدهاعزًّا وفخرًا أنّه فيها سبع مائة من المتعلّمين تقريبًا يتعلّمون منها في وقت واحد ويعيشون كأسرة واحدة مؤدّةً ومحبّةً ويباحثون مع تعاون البرّ والإحسان وقد مضى سبعة وخمسون عامًّا في سيرها العظيم ولمّا وردت على هذه الهيئة النّسيمة مدّةً طويلةً جزم العلماء بتأسيس كلّيات تابعة لها فيجري تحتها ستّون كليّة على الأقلّ بنظام وسكينة وكأنّها شجرة أصلها ثابت وفروعها قويمة وثمرها ناضج وأوراقها ظلالة.

نعم، قائدو الجامعة هم رؤساء جمعيّة العلماء لعموم كيرالا فإذا أمعنّا النّظر إلى علمائنا المهرة نجد أنّهم بذلوا جهدهم في نشرها فحاليًا يقوم بذلك الأمر المهمّ شيخ الجامعة سماحة الشيخ الأستاذ علي كوتي المسليار طوّل الله عمره هو الأمين العامّ لجمعيّة العلماء لعموم كيرالا ويساعده عباقر العلماء في هذا الزّمان.

ثمّ إن نتأمّل عن إعجازها نجد ونعرف أنّ الشجرةَ الكبيرة في أمامها لها أن تقول وتبيّن عن واحة العلم حين شهدت لكلّ احتفالات ومؤتمرات لأنّها شعرت حلوة الإيمان ومنافع العلوم وقوّة المؤاخاة والمحبّة والتّراب فيها يصيح أحوال أهل العلوم والعارفين بالله حيث بسط ظهره إليهم واتّخذ خطواتهم بتواضع عظيم ويقدّر دعاء في احتفالاتها السنويّة مستجابا بسرعة لأنّ فيها حضور الأولياء من بلاد شتّى ولذلك تروق إليه عدّة من النّاس كما راقوا إليه عهد القدماء كما ينبغي وفي المقابل قويت مؤتمرتط السّنويّة ولمعت مع ما فيها شهادة العوّام والخواصّ.

ها!!! نحن المتعلّمين علينا أن نراعي مراعاة هامّة إليها حيث نعظّمها بحسب شرفتها نخدمها طول حياتها خدمة مفيدة ونذكر عنها بين النّاس ذكرا يفهم النّاس بأنّه ما فائدتها ؟ وكيف يحتاج النّاس إليها لدوام الشريعة هنا؟ وعلينا أن نذكر عنها لسانا وقلما من حيث إنّ للجامعة يدا طولى في نشر الهدى.

إضافةً إلى ذلك علينا أن ندعو كلّما ندعو لعلمائنا المتقدّمين و المتأخّرين ليتمّ اللّه ثوابهم و للجامعة ليرفع اللّه درجتها تدريجًا تدريجًا حتّى يوم القيامة و يهدم اللّه الأعداء الّذين يرد عليها لنظر الفساد و الفواحش فوفّقنا اللّه لذلك و لتعلّمنا منها مع راحةٍ و أدبٍoآمينo