‫الرئيسية‬ أخبار الساعة أين الله في زمن كورونا ؟ هل هو صامت في فترة الأوبئة؟
أخبار الساعة - مقالات - أكتوبر 10, 2020

أين الله في زمن كورونا ؟ هل هو صامت في فترة الأوبئة؟

الأخ عرفان أبو بكر توور

بسم اللّه صاحب كن فيكون، والحمد للّه الّذي جعل لكلّ شيء قدرا، وجعل لكلّ قدر أجلا ، وجعل لكلّ أجل كتابا، والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين.

في زمن الأوبئة والجائحات تظهر عادة بعض الكائنات، وتنتعش أيّما انتعاش، ربّما لموافقة ذلك طبيعة تفكيرها ومنطق تحليلها، البعيدين كلّ البعد عن روح العلم والدّين، واليقينيّات والبراهين… وعندما أُغلقت أبواب المساجد والمدارس في هذه الجائحة يقوم بعض منا بتلويث القلوب بالتفكير القذر، ومعاداة الدّين.. أناس بلا فكر.. وبشر بلا نظر… الملحّدون واللاعقليّون….. وهم يثيرون التساؤلات ‘أين اللّه في زمن كورونا.. ؟ وهل هو موجود؟ ‘وهكذا هناك كثير من الادعاءات الّتي لا أصالة لها بحقّ.. وبالجملة إنّهم قد أصبحوا في هذه الأيّام الأوبئة نشيطين ورافعين أصواتهم لأنّها فترة لهم لتنمية فضائحهم بين النّاس.

“الدّين يخافون من كورونا، وقد غلب فيروس كورونا على الدّين لأنّ المسلمون أوقفوا عمرتهم ومناسكهم الأخرى، فقد أصبح الدّين وشارعه مغلوبين، والآن يمكن للعلم الحديث أن يتقلعه من العالم دون اللّه….” وهذه كلّها نكات الملحدين وادّعائهم الفضيح . وإنّ مما لا شكّ ولا ريب فيه أنّ الأمراض كلّها لن تصيبنا إلاّ ما كتب اللّه منها لنا حتى شفاءه، وإصابته.. لا يقع إلاّ بأمره وإرادته. وصحّتنا وعافيتنا ومرضنا وتحرّكنا وحياتنا ومماتنا كلّها بقضاء اللّه وقدرته .
ومن الواضح، إنّ اللّه تعالى قد يبتلي عبادهم، ويمتحنهم ليعلموا فقرهم وحاجتهم إليه، وإنّه لا غناء لهم عنه رغم ما تقدّموا فيه من العلم وما وصلّوا إليه من الطب، وما عنده من المال. فإنّ ذلك كلّه يبقى حائلا دون كشف الكربات وقضاء الحاجات.
وعلى صعيد الوقاية من الأوبئة لدى الإسلام سبق واضح على الحثّ الحجر الصحي من آيات الله العظيمة والأحاديث النبويّة، فلا ضارّ إلاّ اللّه ، ولا يدفع البلاء إلاّ اللّه ولا يشفي المرضى إلاّ اللّه، فإذا مرضت فهو يشفين (شعراء ٨٠). وعلى المسلم أن يعلم أيضا أنّ قضاءه تعالى ربّما يكون خيرا وربّما يكون شرّا. فالمرض والشفاء والموت والحياة من اللّه، وإذا أنزل المرض فهو ينزل الشّفاء منه، وأيضا لكلّ داء دواء فإن أصيب دواء الداء برئ بإذن اللّه وهكذا قول رسول صلّى اللّه عليه وسلّم إذا سمعتم به – يعني الطّاعون بأرض فلا تقدّموا عليه، فإذا دفع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه (رواه البخاري والمسلم) فإنه ممنوع القدوم على المكان الموبوء. ويؤيّد ذلك قوله تعالى “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (البقرة ١٩٥)، الطّهور شطر الإيمان، وهذه كلّها تعاليم من دين اللّه الواحد القهّار الّذي يعلم كيفيّة مواجهة الأوبئة.
وإلى انتباه بالغ إن الإسلام والمؤمن لا يعلن على المرء أن لا يتّخذ الاحتياطات اللازمة ضدّ الأمراض المعدية، وأن لا يصاب المؤمنون بالأمراض، وإنّ اللّه سيمنع مصائبهم مباشرة، وإنّ الصّلوات والأدعيّة تكفي وحدها للعلاج، إنّه تعالى ليس عاجزا عنها، بل بإنّها إجراء قضاء اللّه، على سبيل المثال كملحّد يمكن للمؤمن أن يصاب بالحمى عندما تمطر السّماء، وإذا كان غافلا عن الطّريق فقد يتصطدمه سيّارة، وهذا ليس انتهاكا لقدرة اللّه، ولكنّه جزء من القانون الطبيعي الّذي خلقه سبحانه وتعالى.
فالأمراض سبب الرّاحة في أيّ عبادة، فالمريض مستحقّ لتغيير وقت العبادة واغفاله -وهذا ما يطلبه الدّين ..رغم هذا المطر هو سبب الإجازة فلما لا، العبادات والأدعية بحسب قيد حياة النّاس، والدّين لا يكلف بالعبادات المدمّرة للحياة ، لذلك لا يفقد الدّين عن طريق إيقاف العبادة الاجتماعيّة للوقاية من المرض، وأيضا هذا القيام بذلك ليس تخل عن اللّه خوفا من كورونا، ولكن هذه الدّروس الأوبئة حول كيفيّة التّعامل مع الأمراض، بالنّسبة إلى المؤمن يواجه هذا بالوقاية والعلاج والأدعية واللجوء إلى الطّبّ، فلماذا لا يتابعها المؤمن…؟ فالمواجهة ليست بين الدّين وكورونا، بل بين كورونا ومعتمدي العلم وحدها، إنّهم يخفون ذلك عمدا.

أيّها الملحدون….الحجّ والعمرة قد أوقفتا بشكل مّا، والمدارس والكلّيات والمعاهد مقفلة لمواجهة المرض الجائح هذا، هذا ما علم دين الإسلام …دين العفو والعافية والصحّة. ودين يحفظ الصحّة بإنكار البول تحت شجرة مثمرة وفي طرق النّاس، والبصق والتخلص من النّفيات .
وعلينا جميعا أن نتبع القوانين والإرشادات إدارة الصحّة مع رفع أيادنا إلى اللّه دائما، رغم أن هناك كثيرا من الحجر الصحي لمواجهة الأوبئة في دين الإسلام ولكن الملحّدين يقوموا إزاءنا.
نقول لهم أيضا ..هل أنتم جاهزون دون الإرشادات الإسلاميّة للسفر في المناطق بكورونا واحتضانها ولتحوى اللّه والدّين .
أخيرا يفهم المثقفون على أنّها علامة على الاضطراب العقليّ والغباء من خلال تصرّفات الملحدين، الّذين يستخدمون الدّين واللّه قرما في هذا الوضع المشروع والماسى بحالة كورونا، لقد حان الوقت للاستبدال وتباعد الملحدين واللاعقليّين.

ومهما يكن من شيء، فيظلّ الإيمان راسخا وساطعا، والإنسان عابدا خاضعا، والبقاء لأهل الإيمان والإسلام، ولمن حاد عن نور الوحي الشقاء والخسران.
وقانا الله الشرّ والاشرار، وصرف عنّا الأوبئة واللاعقليّين ما عرفنا منها وما لم نعرف، ونرجوه سبحانه وتعالى أن يهدينا لاتّباع خير السبيل وأنجا الوسائل الشّفاء منها والصبر عليها وتحمل الأجر والثّواب بسببها .
واللّه أعلى وأعلم.

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…