‫الرئيسية‬ مقالات إنّا كفيناك المستهزءين
مقالات - أغسطس 28, 2022

إنّا كفيناك المستهزءين

الأخ محمد سراج الدين ميلمري

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد والثناء على الذي أرسل إلينا بدرا وضوء والصلاة والسلام على الذي أفصح إلينا سبلا وطرقا.وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.

فمن المفهوم الذي لا يخفى على أحد أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو سيدنا
وقائدنا في طوال حياتنا اليومية وشافع وراية في القيامة القادمة.لازم علينا كامل الحب وخالصه على النبي المصطفى (ص) لأن إيماننا قد تّعلّق كماله وتمامه على عشق النبي وحبّه من والدنا وولدنا والناس أجمعين. وإليه إشارة من قوله (ص): “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين وعلاوة على ذلك أن النبي(ص) هو جدير وخليق بالمؤمنين على شكل من الأشكال وإليه تشير الآية “النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم”

كيف مواجهة التحيات

ولو تابعنا تواريخ النبي (ص) وأطواره نمكن أن ندرك أنه (ص) واجه في حياته تحديات وأزمات عديدة .لأنه عندما قدّم إلى الناس بدعوة الإسلام وشريعته اجتمع الناس ببغيه وظلمه، لكن أمام أيّ مشقة ومضرة بسط اللّه فراش السلامة والرشاقة من قِبَل أصحابه وعترته.

ومن الملفت للنظر أن نبينا(ص) شهد في عيشه كثيرا من الجهاد والقتال وأصحابه مدّدوا وطوّلوا حوله جناحهم وظلّهم لمحافظته من الهمّ والحزن وهم منحوا حياتهم وباعوها لبقاء النبي ودوامه ولم يعتبروا حوائجهم ورغباتهم أمام النبي (ص)، ولم يتذكّروا أهاليهم وأموالهم في سائر معركات وحركاتهم وسكناتهم.بل استعدوا واجتهدوا بدون استثناء أيّة لحظة من حياتهم لاستقرار حَبِيبهم وثباته وهكذا نرى في صحف التاريخ شدة شغفهم وعشقهم واضحةً كوضوح الشمس.

رحمة حفّتها أيادي اللّه تعالى

ومن المعلوم من القرآن أن اللّه سلّمه من جوانب الأعداء وحِيلَتهم وإليه تشير الآية الشريفة “إنا كفيناك المستهزئين” وبذلك لا يمكن لأحد أن يمزقه بين الناس إلاّ أتى إليه الوبال والفناء من جهة اللّه تعالى، لأنّ اللّه قد استلزم حمايته ورعايته، نمكن أن نرى في التّاريخ بعضا من الناس قدّموا بطعن النبي(ص) واتهامه بكذب ومين وألزمهم اللّه بعذابه القادح.وفي أعقاب افترائهم واختلاقهم بدأ النفوس تفتّشا وتعلّما بحياة الرسول وبذلك يأتي كثير
إلى شاطئ الهداية والدين بُكرةً وأصيلا

ليس للفتراء أصل وأساس

وبمناسبة سفر النبي(ص) رئيسا بهَدفِ تجارةِ متاعٍ لخديجة(ر) علمت خديجة (ر) أخلاقه المحمودة وأوصافه المخصوصة وفي أعقاب هذا أعْلَمت له رغبتَها في زواج ونكاح وبصدد هذا أذنها رسول الله(ص) وعاش معها ٢٥ سنة مع فرح وسرور. وفي إطار ثقافة هذا الوطن طلبه الناس زواجا ثانية. لكن كان جواب النبي(ص) كفى لي بخديجة. وبعد وفاة خديجة كان النبي(ص) مستعدا لزواج مع سودة وعائشة وغيرها من الأمهات وليس ذلك برغبة النبي وشهوته. بل كان لقائه مع سودة لحفظها لأنها أرملة فقيرة وكان زواج الرسول مع عائشة أنها بالغة من العمر تسع سنين بمناسبة رغبة أبي بكر في تأسيس الرحم والصلة مع النبي المرتضى (ص) .ليس هذا مخالفا لثقافة ذلك الوطن بل كان موافقا وليس هذا الزواج وماقبله وبعده برغبة النبي وشهوته ولو كان في قلبه وفؤاده شهوة وحرص على النساء لما اختار النبي(ص) خديجة أوّل زوجة ولا يمنع نفسه من نكاح آخر في زمن حياة خديجة(ر) ولما اختار سوْدةَ في كِبر سِنِّها.وهكذا نكح اثني عشر أزواجا لتعليم الأمة أمور الدين والشريعة فكُلّ لعِلّة وسبب واضح عنده. ويا أيها الأعداء عليكم التعلّم والتّدرّس عن حياته بعين النظر والفكر لا بعين العمي والذل.

عصارة الكلام أن النبي(ص) إنسان كامل لا يوجد في أفعاله وأحواله شيئ من العيب والنقص حتى يلج الجمل في سم الخياط، لا يمكن لأحد من بين السماء والأرض تحقيره وتمزيقه حتى يشيب الغراب والله يوفقنا جميعا أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم آمين……..

‫شاهد أيضًا‬

Tricked by Half-Truths

The world is becoming more advanced; information spreads across nations with a single clic…